[١٣] فاطمة السيدة فاطمة -رضي الله عنها- هي أصغر بنات النبي -عليه الصلاة والسلام- وتُكنَّى بأم أبيها لأنها كانت تُلازمه وترعاه. ولقبت بالزهراء لأنها كانت بيضاء الوجه مُستنيرة كوالدها -صلى الله عليه وسلم-، ولُقبت أيضاً بالبتول لتفردها عن نساء زمانها بالفضيلة والعفاف والدين والحسب. [١٤] وُلدت قبل البعثة بخمس سنوات وكان عمر النبي خمسة وثلاثون عاماً حينها، وقد اعتادت السيدة خديجة عند ولادة أطفالها إرسالهم لمُرضعات ولكنها لم تُرسل فاطمة بل أرضعتها بنفسها. كانت فاطمة تُشبه أباها -عليه السلام- بشكله وهيئته وخُلُقه فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (ما رأَيْتُ أحَدًا كان أشبَهَ كلامًا وحديثًا برسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن فاطمةَ). [١٥] [١٤] تزوجت فاطمة من علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- كان يكبُر فاطمة بخمس سنوات وقد رُزقت منه الحسن والحسين ومحسن وأم كلثوم وزينب. وكان -عليه السلام- هو من سمّى أولادها فعن علي -رضي الله عنه- قال: (لما وُلِدَ الحسنُ سميتُه حربًا، فجاء رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم فقال: أرُوني ابني، ما سميتمُوه؟ قلنا: حربًا ، قال: بل هو حسنٌ، فلما وُلِدَ الحسينُ فذكر مثلَه، وقال: بل هو حسينٌ، فلما وُلِدَ الثالثُ قال مثلَه وقال: بل هو محسنٌ).
[١٩] [١٨] المراجع ↑ وحيد عبد السلام بالي (2003)، الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية (الطبعة الثانية)، الإمارات: دار الفوائد، صفحة 132، جزء 1. ↑ محمود المصري (2005م)، سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (الطبعة الأولى)، مصر-القاهرة: مكتبة الصفا ، صفحة 28. بتصرّف. ↑ إبراهيم الجمل، أبناء النبي صلى الله عليه وسلم البنون والبنات وأمهاتهم ، مصر-القاهرة: دار الفضيلة للنشر والتوزيع والتصدير، صفحة 71-78. بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح بخاري، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم: 6195 ، صحيح. ^ أ ب ت ث بسام ذيابات (2014م)، البحث المبكي في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبناته الاربع ، صفحة 80-93. بتصرّف. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 5611، أخرجه في صحيحه. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي ، صفحة 966، جزء 10. ↑ عمر عبد الكافي، مقتطفات من السيرة ، صفحة 10. ↑ محمد إبراهيم سليم، نساء حول الرسول ، صفحة 45. ↑ مجموعة من المؤلفين (1998)، موجز دائرة المعارف الإسلامية (الطبعة الأولى)، الشارقة: مركز الشارقة للإبداع الفكري، صفحة 5189. ↑ سورة المسد، آية: 1.
ذات صلة أسماء بنات وأولاد الرسول أولاد الرسول من خديجة عدد أولاد الرّسول محمد من الذكور والإناث رُزق النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبعةٍ من الأبناء ؛ من الذكور ثلاثة، ومن الإناث أربع ، وقد أنجبتهم كلّهم زوجته الأولى خديجة -رضي الله عنها- عدا إبراهيم؛ فأمّه هي مارية القبطية، [١] والأولاد من الذكور هم: القاسم وبه يُكنّى النبيّ بأبي القاسم، وعبد الله، وإبراهيم، [٢] وبناته هنّ: زينب وهي الكبرى، ثم رقية، ثم أم كلثوم، وأصغرهم فاطمة -رضي الله عنهن-. [٣] أبناء الرسول محمد عليه السلام نورد فيما يأتي أبناء الرسول -صلى الله عليه وسلم- من الذكور: القاسم هو الابن الأوّل للنبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقد كُنّي به كما هي العادة عند العرب، ووُلد في مكة ومات فيها وهو صغير. [٤] عبد الله وهو الابن الثاني للرسول -صلى الله عليه وسلم-، وقد وُلد في مكة بعد بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو بذلك أول من وُلد من أبنائه بعد الإسلام، وقد سمّاه النبي على اسم أبيه عبد الله، ويُكنّى بالطّاهر والطّيب؛ لأنه وُلد بعد البعثة، وقد توفي بعد وفاة أخيه القاسم بزمنٍ قليل، وكان بعمرٍ صغير أيضاً، ودُفن في منطقة الحجون. [٥] إبراهيم وُلِد الابن الأخير للنبيّ -عليه الصلاة والسلام- في المدينة في السنة الثامنة من الهجرة، وأسماه النبي إبراهيم على اسم جدّه النبيّ إبراهيم -عليه السلام-، وقد ولدته مارية القبطية -رضي الله عنها-، وذبح عنه النبيّ العقيقة في اليوم السابع من مولده، ولكنّه توفّي وله من العمر ستة عشر شهراً، وذلك في السنة العاشرة من الهجرة من شهر ربيع الأول، ودُفن في البقيع، وقد حزن النبيّ لموته كثيراً.
[١٦] [١٤] وتوفيت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، دفنها ليلاً زوجها علي بن أبي طالب. [١٧] وراثة النبوة رزق الله سبحانه وتعالى نبيه -عليه الصلاة والسلام- الذرية من أولاد وبنات لما في ذلك من مراعاةٍ لحاجاته الإنسانية، وتكميلاً لفطرته البشرية. ولحكمةٍ أرادها الله -تعالى- تُوفيَ أولاده الذكور في صِغرهم ومن جوانب هذه الحكمة ألا يُفتتن المسلمون بعد وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام- ويُظن أن النبوة قد تُوَرَّث كما كان في غيره من الأنبياء مثل نبي الله إبراهيم الذي كان أبا الأبياء.
وغضب النبي غضباً شديداً بسبب ما سمع حتى أخبر أصحابه: (إذا لقيتُم هبَّارَ بنَ الأسودِ ونافعَ بنَ عبدِ القَيسِ فحرِّقوهما بالنَّارِ) ثمَّ إنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال بعدَ ذلك: (لا يُعذِّبُ بها إلَّا اللهُ ولكِنْ إنْ لقيتُموهما فاقتُلوهما). [٦] [٥] وبعد مضي ست سنوات على مكث السيدة زينب في المدينة وفراقها لزوجها جاءها زوجها أبو العاص مُستجيراً بها لمّا أمسك المسلمون قافلة قريش التي كان قد خرج بها، فأخبرت الناس أنها أجارت أبا العاص بن الربيع ووصل الخبر أباها -عليه الصلاة والسلام- فأقرَّ فعلها بل وأمرها بأن تُكرم مثواه، وفي اليوم التالي أمر النبي برد مال أبي العاص له فعاد إلى مكة المكرمة بالقافلة وأوفى حقوق الناس وردّ لهم مالهم ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، ثم ذهب إلى النبي -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- وأسلم بين يديه وردّ زوجته. وبعد إسلامه بعام فارقت زينب الحياة في السنة الثامنة من الهجرة متأثرة بمرضها الذي أصابها إثر حادثة هجرتها، ونزل النبي في قبرها. [٥] رقيّة وُلِدت السيدة رقية في الجاهلية، وتزوجت -رضي الله عنها- بعد أختها زينب بوقت قصير، وكان قد خطبها عتبة ابن عم النبي أبي لهب، وتزوجت رقية من عُتبة بن عبد العزى لكنه لم يدخل بها، فلما بعث الله النبي صلى الله عليه وسلم- طلقها.
[٧] إلا أن الله -تعالى- أبدل رقية خيراً منه إذ تزوّجها عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وهو من أوائل من آمن بالرسول ومن العشر المبشرين بالجنة، وكانت قد هاجرت هي وزوجها عثمان بن عفان إلى الحبشة وحزنت لهجرتها حزناً شديداً، حتى هدأت الأوضاع بمكة عادوا إلى ديارهم في مكة ولما وصلت وذهبت للقاء أهلها علمت أن أمها السيدة خديجة رضي الله عنها قد فارقت الحياة. [٨] وحزنت لذلك حزناً شديداً، وعندما هاجر المسلمون إلى المدينة خرجت السيدة رقية وزوجها عثمان بن عفان إلى المدينة المنورة لتكون ذات الهجرتين، [٩] ومَرِضت لمّا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجهّز لغزوة بدر فأمر عثمان بالبقاء إلى جانبها ورعايتها، وتوفيت قبل رجوع النبي صلى الله عليه وسلم من الغزوة. [١٠] أمّ كلثوم هي ثالث بنات النبي، كان قد خطبها عتيبة ابن أبي لهب وطلّقها قبل الدخول بها عندما بُعث النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد نزول قوله تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ). [١١] [١٢] وقد تزوجت السيدة أم كلثوم من عثمان بن عفان عقب وفاة أختها رقية، وكان زواجها في السنة الثالثة الهجرية، وبزواجه منها لُقب بذي النورين، وأمضت ست سنوات من حياتها معه ولم تنجب السيدة أم كلثوم، وشهدت السيدة أم كلثوم انتشار الإسلام وثباته وكانت قد أدركت فتح مكة قبل وفاتها، وتوفيت في السنة التاسعة من الهجرة، ونزل النبي -صلى الله عليه وسلم- في قبرها.
[١٢] فاطمة -رضي الله عنها- هي أصغر بنات النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، تزوّجها ابن عم النبيّ عليّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد غزوة أحد، وكان عمرها في حينها ثماني عشرة سنة، وقد أنجبت لعليّ أربع أبناء؛ الحسن، والحسين، وزينب، وأم كلثوم، وهي من أحبّ الناس إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-. [١٣] وقد تُوفّيت بعد وفاة أبيها بستة شهور، [١٤] وغسّلها زوجها علي وصلى عليها ودفنها. [١٥] المراجع ↑ إبراهيم محمد حسن الجمل، أبناء النبي ، القاهرة: دار الفضيلة، صفحة 71. بتصرّف. ↑ محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين (الطبعة الأولى)، الرياض: دار السلام، صفحة 349. بتصرّف. ↑ محمد سليمان المنصورفوري، رحمة للعالمين (الطبعة الأولى)، الرياض: دار السلام، صفحة 355-360. بتصرّف. ↑ أحمد أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 169. بتصرّف. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 177-178. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي ، صفحة 736، جزء 10. بتصرّف. ↑ خير الدين الزركلي (2002)، الأعلام (الطبعة الخامسة عشر)، بيروت: دار العلم للملايين، صفحة 67، جزء 3.