وقال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن طلال في لقاء خاص مع «الأنباء» إن هذا الإرث المستنير لا بد أن يظل متدفقا ومستمرا ونابضا بكل معاني العطاء والخير والإنسانية. وأشار سموه إلى أن إنشاء الجامعة العربية المفتوحة - ومقرها الرئيسي الكويت - مثل نموذجا ناجحا للاستثمار العربي المشترك في الإنسان، وانها جاءت لتلبية الطموح العربي للتعليم الرقمي والتعليم عن بعد. وفيما يلي تفاصيل اللقاء: بداية، نود إلقاء الضوء على المجلس العربي للطفولة والتنمية؟ ٭ المجلس العربي للطفولة والتنمية منظمة عربية غير حكومية ذات شخصية اعتبارية تعمل في مجال الطفولة، وقد جاء تأسيس هذا المجلس عام 1987 بمبادرة من الأمير الراحل طلال بن عبدالعزيز، رحمه الله، بناء على التوصية الصادرة من مؤتمر الطفولة والتنمية خلال انعقاده في تونس عام 1986 تحت رعاية جامعة الدول العربية. ويتخذ المجلس من مدينة القاهرة مقرا له، وهناك اتفاقية خاصة تنظم علاقة المجلس بدولة المقر، وتحدد شخصيته ووضعه القانوني مع وزارة الخارجية المصرية. وقد تقلدت مهام رئاسة هذا المجلس خلفا للوالد الراحل الأمير طلال بن عبدالعزيز، مؤسس المجلس، في 7 مارس 2019 بالقاهرة.
إنَّ الوطن قدَّم ولايزال يقدم، والوفاء يُقابل بالوفاء، ورد الجميل من صفات الكرام. اقرأ أيضًا: الجامع والجامعة.. وريادة الأعمال ثلاث مدارس للنجاح المالي الحاجة أُم الاختراع سُخْريَّا رؤية الرياض 2030 الرابط المختصر: شاهد أيضاً الأمير محمد بن سلمان.. نظرية قيادية جديدة في يومنا الوطني لا بد أن نشعر بفخر بالقفزات والإنجازات الكبيرة التي شهدتها المملكة العربية …
وتكمن أهمية هذا اليوم في تذكير هذا الجيل بالمصاعب التي واجهت أسلافهم في مرحلة البناء، وتذكيرهم بالأمجاد التي سُطِرت والإنجازات التي حُققت مع غرس القيم والمفاهيم الحضارية الوطنية في نفوس النشء والشباب؛ ليسيروا على خطى ثابتة، مقدمين أفضل النماذج والصور عن بلدهم محليًا ودوليًا. اليوم الوطني حافز وداعم للعمل الجاد الطموح، وفيه نستلهم العبر والدروس من القائد المؤسس، وكيف وحَّد الشمل ولمَّ الشتات، وكيف أحال الفرقة والتناحر إلى وحدة وتلاحم، بانيًا مجتمعًا متسامحًا متعايشًا تسوده الألفة والمحبة. في اليوم الوطني رسالة واضحة بأن من لديه هدف ورؤية وعزيمة وهمة قادر بإذن الله على تحقيق غايته، مهما اعترض طريقه من معوقات. واليوم، يحصد أبناء الوطن ثمار توحيد هذا الكيان؛ فقد أصبحت المملكة- وفي زمن قياسي مقارنة بدول أخرى – في مصاف الدول المتقدمة، ودولة كبرى تمتلك التأثير والقوة، وإحدى ركائز السلام والأمن العالمي بفضل سياستها الحكيمة المعتدلة، مع تميزها بمكانتها وقيمتها الدينية. لقد أحسنت القيادة صنعًا بأن جعلت من اليوم الوطني إجازة رسمية بعد أن كان يوم عمل ربما يمر على البعض دون الشعور به وسط مشاغل الحياة اليومية، فليس من الصواب اختزال هذا اليوم بمجرد الحصول على إجازة فقط، ولكنه للاستراحة من شقاء العمل؛ فحب الوطن ليس شعارًا يردد بالحناجر، بل هو إيمان وعمل بجد وإخلاص وأمانة واستشعار للمسئولية؛ ليكون اليوم أفضل من أمس، والغد أفضل من اليوم، ناظرين بعين البصيرة لمستقبلنا ومستقبل الأجيال القادمة، غير مكترثين بما يردده المغرضون والحاقدون ضد بلادنا فالحقيقة هي ما نشاهده من إنجازات، وليس ما نسمعه من مثبطات للعزيمة.
ماذا عن جائزة الملك عبدالعزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية؟ ٭ جائزة الملك عبدالعزيز للبحوث العلمية والطفولة تعد من الجوائز المهمة جدا، حيث إنها جاءت في وقت صعب يمر به العالم أجمع بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص، إذ لاحظنا أن المجتمعات تضررت وخصوصا الأطفال بعد جائحة كورونا، وقد برزت أهمية موضوع التعليم و«التعليم عن بعد» و«التعليم المدمج»، وهذا لم يكن موجودا في معظم الدول العربية من قبل. ونحن ندعو الجميع الى التحرك من أجل إعادة بناء منظومة التعليم، والتركيز على تعليم الأطفال المهارات الرقمية ليتمكنوا من المشاركة والتفاعل والاندماج في عالم ما بعد كورونا ومجتمع المعرفة والثورة الصناعية الرابعة، لأن البحث العلمي هو الركيزة وحجر الأساس نحو توفير المعرفة ورسم الطريق من أجل الوصول إلى مستقبل أكثر استدامة. والجائزة التي تبناها المجلس منذ العام 2017 بدعم من برنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند» تهدف إلى تعميق ثقافة حقوق الطفل من خلال إثراء البحث العلمي في مجالات الطفولة، ودعم الباحثين المنشغلين بقضايا الطفولة في البلدان العربية، وتحفيز المبدعين والباحثين على الإنتاج العلمي في مجال الطفولة والتنمية والارتقاء بالطفل في البلدان العربية، وتعظيم الحوار المجتمعي حول القضايا ذات الأهمية المتعلقة بالطفل وتنشئته من خلال البحوث المقدمة.
22 سبتمبر، 2021 زوايا نظر بعد أن أكمل تسعة عقود من العمر، وفي طريقه إلى العاشر مقدمة بلوغ القرن على توحيد قبلة المسلمين ومملكة العروبة، تحتفل السعودية بيومها الوطني الحادي والتسعين مستدركة واحدًا من أهم الأحداث في تاريخ الأمم. مع انحسار الدولة الإسلامية أو ما بقي منها، وفي خضم الصراع الغربي (الأوروبي) على تقاسم خيرات البلدان الإسلامية والعربية في الربع الأول من القرن الماضي، بدأت المرحلة الأولى من ولادة الدولة التي سوف تبسط نفوذها على ثلثي مساحة الجزيرة العربية على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله؛ ففي مثل هذا اليوم الموافق 17/5/1351هـ ، أصدر المؤسس المرسوم رقم(2716) بانتهاء مرحلة التوحيد وبداية مرحلة البناء، مطلقًا اسم المملكة العربية السعودية. فأي دولة هي المعلن عنها؟ إنها جزيرة العرب، مهبط الوحي ومهد النبوة، هي بلاد الحرمين الشريفين، هي مكة المكرمة والمدينة المنورة وما تعنيانه هاتين المدينتين للعالم الإسلامي. إنها الدولة التي بحجم قارة تزيد مساحتها عن مليوني كم مربع، وتحدها سبع دول، كما يحدها البحر والخليج. الدولة التي على مدى ثلاثين عامًا من مسيرة التوحيد، حولت مشاعر الإحباط إلى قوة، والهزيمة إلى نصر، والفرقة إلى وحدة، والوحدة إلى تكامل، والفوضى- التي سادت بعض أجزائها_ إلى أمن وأمان؛ مرحلة انتقل فيها أبناؤها من النعرات القبلية والنزاعات الطائفية إلى الأخوة والمحبة والتسامح والوئام؛ ما نتج عنه استقرار سياسي وأمني واجتماعي واقتصادي، في ظل ما أنعم الله به على هذه البلاد من خيرات ونعم لا تُعد ولا تُحصى.
وقد تناولت الجائزة قضية محورية معاصرة من قضايا الطفولة والتنمية، وذلك من أجل إحداث زخم فكري وبحثي حولها ولتكون نتائج وتوصيات تلك البحوث المقدمة سبيلا نحو استشراف مستقبل الطفل العربي، وتمكينه من أدوات الحاضر ودخوله عصر مجتمع المعرفة. والمجلس يعمل من خلال استراتيجية جديدة لمواكبة العصر الجديد والتطور الرقمي، والحمد لله حققنا الهدف المرجو من هذه الجائزة في أن تكون دوما لخدمة وتطور المجتمع الإنساني، لذا ندعو اليوم كل المؤسسات التكنولوجية والعلمية والشركات الكبرى إلى الاستفادة من هذه الأبحاث وتطويرها وتطبيقها وإتاحتها على نطاق واسع، ودعم الباحثين. كيف ترون عمل الأطفال في الدول العربية في ظل جائحة «كورونا»؟ ٭ بالشراكة بين كل من جامعة الدول العربية ومنظمة العمل العربية وبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند» والمجلس العربي للطفولة والتنمية ومنظمة العمل الدولية عقدت الندوة العربية «عمل الأطفال في الدول العربية في ظل جائحة كورونا». واستهدفت التعريف بتأثير وتداعيات جائحة كورونا على عمل الأطفال عالميا وعربيا، والوقوف على التدابير الواجب اتخاذها حتى لا تصبح الأزمة ذريعة للدفع بمزيد من الأطفال إلى سوق العمل، ومناقشة كيفية الحفاظ على المكتسبات التشريعية.
وقد تسببت الجائحة في ارتفاع عدد الأطفال العاملين إلى 160 مليون طفل في العالم بزيادة قد تصل إلى 9 ملايين طفل، مما أضر بصحتهم وسلامتهم ونموهم. وتناولت الندوة الفجوة الرقمية والتعليم عن بعد وارتباط ذلك بعمل الأطفال في ظل جائحة كورونا، وجاءت التوصيات بضرورة توفير برامج تعليمية عالية الجودة وملائمة لجميع حالات الأطفال المتسربين والمعرضين للعمل وضمان سبل تحقيق الفائدة القصوى، مع دمج التعلم الرقمي في التعليم حتى لا يترك هؤلاء الأطفال مرة أخرى على الجانب الخطأ من الفجوة الرقمية. ولا بد من توفير برامج مكافحة عمل الأطفال بغض النظر عن جنسياتهم أو وضعهم مع التركيز على القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال.