قال أبوشُريحٍ العدويُّ رضي الله عنه: (سمعت أُذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فقال: من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر: فليُكرم جاره، ومن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر: فليُكرم ضيفه جائزته. قال: وما جائزته يا رسول الله؟ قال: يومٌ وليلةٌ، والضِّيافة ثلاثة أيَّامٍ، فما كان وراء ذلك: فهو صدقةٌ عليه، ومن كان يُؤمن بالله واليوم الآخر: فليقل خيراً أو ليصمت) أخرجه البُخاريُّ ومُسلمٌ. عن أبي ذرٍّ الغفاريِّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (يا أبا ذرٍّ؛ إذا طبخت مرقة: فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك) أخرجه مُسلمٌ. عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: (خير الأصحاب عند الله: خيره لصاحبه، وخير الجيران عند الله: خيرهم لجاره) أخرجه أحمد والتِّرمذيُّ. عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَأَرَادَ بَيْعَهَا فَلْيَعْرِضْهَا عَلَى جَارِهِ)) حديث صحيح في سنن ابن ماجه. عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي اللهُ عنهما ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( الْجَارُ أَحَقُّ بِشُفْعَةِ جَارِهِ يَنْتَظِرُ بِهَا وَإِنْ كَانَ غَائِبًا إِذَا كَانَ طَرِيقُهُمَا وَاحِدًا)).
مسند الإمام أحمد. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو جَارَهُ فَقَالَ إذْهَبْ فَإصْبِرْ فَأَتَاهُ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاثًا فَقَالَ: (( إذْهَبْ فَإطْرَحْ مَتَاعَكَ فِي الطَّرِيقِ ، فَطَرَحَ مَتَاعَهُ فِي الطَّرِيقِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَسْأَلُونَهُ فَيُخْبِرُهُمْ خَبَرَهُ فَجَعَلَ النَّاسُ يَلْعَنُونَهُ، فَعَلَ اللَّهُ بِهِ ، وَفَعَلَ وَفَعَلْ ، فَجَاءَ إِلَيْهِ جَارُهُ فَقَالَ لَهُ: ارْجِعْ لَا تَرَى مِنِّي شَيْئًا تَكْرَهُهُ)). عن أبي هريرة قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن فلانة تقوم الليل ، وتصوم النهار ، وتفعل ، وتصدق ، وتؤذي جيرانها بلسانها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا خير فيها، هي من أهل النار ، قالوا: وفلانة تصلي المكتوبة ، وتصوم رمضان ، وتصدق بأثوار ، ولا تؤذي أحداً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي من أهل الجنة)). عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه، قَالَ: ((قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فُلانَةَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِيهَا هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ".
حديث حسن صحيح في سنن أبي داود [13 /366]. الجار قبل الدرر
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس بمؤمن من لا يأمن جاره غوائله " المستدرك على الصحيحين للحاكم، ورقمه في السلسلة الصحيحة للألباني: 2181. 6 ـ الإرشاد لحفظ الجار ، والتحذير من خيانته في ماله أو عرضه:عن الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ رضي اللهُ عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشَرَةِ نِسْوَةٍ خَيْرٌ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ. وَلَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشْرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ بَيْتِ جَارِهِ ". شعب الإيمان للبيهقي [12 /99]. 7 ـ التحذير من إيذاء الجيران ولو باللسان: عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه، قَالَ: قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ فُلَانَةَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ، وَتَفْعَلُ، وَتَصَدَّقُ، وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا خَيْرَ فِيهَا هِيَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ". قِيلَ: وَفُلَانَةُ تُصَلِّي الْمَكْتُوبَةَ، وَتَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ وَلَا تُؤْذِي أَحَدًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " هِيَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ " حديث صحيح في شعب الإيمان للبيهقي [12 /94].
فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لأصحابه: لأن يزني الرَّجل بعشرة نسوةٍ أيسرُ عليه من أن يزني بامرأة جاره. فقال: ما تقولون في السَّرقة؟ قالوا: حرَّمها الله ورسوله، فهي حرامٌ. قال: لأن يسرق الرَّجل من عشرة أبياتٍ أيسرُ عليه من أن يسرق من جاره) أخرجه أحمد. عن أبي هُريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم يشكو جاره، فقال: اذهب فاصبر. فأتاه مرَّتيْن أو ثلاثاً، فقال: اذهب فاطرح متاعك في الطَّريق. فطرح متاعه في الطَّريق، فجعل النَّاس يسألونه، فيُخبرهم خبره، فجعل النَّاس يلعنونه: فعل الله به؛ وفعل وفعل. فجاء إليه جاره فقال له: ارجع؛ لا ترى مني شيئاً تكرهه) أخرجه أبوداود. فعن أبي هُريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (لا يدخل الجنَّة من لا يأمن جاره بوائقه) أخرجه مُسلمٌ. عن نافع بن عبدالحارث رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (من سعادة المرء المُسلم: المسكن الواسع، والجار الصَّالح، والمركب الهنيء) أخرجه البُخاريُّ. قال مُجاهد بن جبرٍ رحمه الله تعالى: (إنَّ عبدالله بن عمرو ذُبحت له شاةٌ في أهله، فلمَّا جاء قال: أهديتم لجارنا اليهوديِّ؟ أهديتم لجارنا اليهوديِّ؟ سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: ما زال جبريل يُوصيني بالجار حتَّى ظننت أنَّه سيُورِّثه) أخرجه أبوداود والتِّرمذيُّ.
8 ـ الحثّ على إطعام الجار وتفقد أحواله: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا طَبَخْتُمْ اللَّحْمَ ، فَأَكْثِرُوا الْمَرَقَ أَوْ الْمَاءَ ، فَإِنَّهُ أَوْسَعُ أَوْ أَبْلَغُ لِلْجِيرَانِ " حديث صحيح في مسند الإمام أحمد [30 /48]. وعن ابْنَ عَبَّاسٍ رضي اللهُ عنهما ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ " حديث صحيح في شعب الإيمان للبيهقيّ. [5 /76]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عائشةَ أن تذبح شاةً ، فقسمتها بين الجيران ، وكان أحب الشاة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذراع ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت عائشة: ما بقي عندنا شيء إلا هذا الذراع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلها بقي إلا الذراع ". حديث صحيح في مسند الشاميين للطبراني [6 /8]. 9 ـ الحث على تعاون الجيران ، والتسامح بينهم ، بما ينفعهم ولا يضر غيرهم:عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا يَمْنَعْ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي جِدَارِهِ " أخرجه البخاري ومسلم رحمهما الله تعالى.
جاءت السنة المطهرة توضح وتبين عظم حق الجار، وتأمرنا بالإحسان في معاملته ، وتحذرنا من الإساءة إليه بالقول أو الفعل. ومن مظاهر ذلك: حديث عن الجار 1ـ توصية جبريل الكريم للنبيّ الرحيم بعِظَم حقّ الجار ووجوب مراعاة ذلك:عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ " متفق عليه. ( ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ ، أي: ترقبت أن يأتيني بجعل الجوار سببا للإرث). حديث حق الجار على الجار 2 ـ الأمر بحسن التعامل مع الجيران ، وإكرامهم ، وحفظهم: عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيِّ رضي اللهُ عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ ". صحيح مسلم [1 /165]. وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي اللهُ عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ " صحيح مسلم [1 /163]. وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي اللهُ عنهما، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَحْفَظْ جَارَهُ " مسند أحمد [13 /370].