كان "المسحراتية" في مصر يطوفون في شوارع المدينة أو القرية يرددون الأناشيد الدينية وينادون الناس ليستيقظوا طالبين منهم أن يوحدوا الله، ويضربون على طار ضربات متوالية حتى يسمعهم النائمون فيهبوا من نومهم لتناول السحور. [2] عبارات المسحّرين [ عدل] المسحّراتي صورة لا يكتمل شهر رمضان بدونها، وهو يرتبط ارتباطا وثيقا بتقاليدنا الشّعبية الرّمضانيّة، فقبل الإمساك بساعتين يبدأ المسحّراتي جولته الّليلية في الأحياء الشّعبية موقظاً أهاليها للقيام على ضرب طبلته وصوته الجميل يصدع بأجمل الكلمات مما يضفي سحرا خاصّا على المكان، ومن العبارات المشهورة للمسحّرين قولهم: ' يا نايم وحّد الدّايم يـا غافي وحّـد الله يا نايم وحّد مولاك للي خلقك ما بنساك قوموا إلى سحوركم جاء رمضان يزوركم' ويقوم بتلحين هذه العبارات بواسطة ضربات فنّية يوجّهها إلى طبلته. وقديماً كان المسحّراتي لا يأخذ أجره، وكان ينتظر حتى أول أيام العيد فيمر بالمنازل منزلاً منزلاً ومعه طبلته المعهودة، فيوالي الضّرب على طبلته نهار العيد لعهده بالأمس في ليالي رمضان، فيهب له النّاس بالمال والهدايا والحلويّات ويبادلونه عبارات التّهنئة بالعيد السّعيد. في مصر [ عدل] كان والي مصر إسحق بن عقبة أول من طاف على ديار مصر لإيقاذ أهلها للسحور ، وفي عهد الدولة الفاطمية كانت الجنود تتولى الأمر.
يزخر شهر رمضان بالكثير من التفاصيل الخاصة، التي دخلت نطاق العادات التي تجمع مختلف الدول العربية، ويعد المسحراتي أبرز وجوه شهر رمضان السنوية، فهو الذي ينتظره الناس ليوقظهم من نومهم قبل الفجر على السحور، هذا الرجل الذي ارتبط بالتراث الخاص بكل بلد، بات وجها من وجوه الزمن الغابر، إذ بدأ يتقلص وجوده في السنوات الأخيرة، علما بأنه لم يختفِ بشكل تام في العديد من الدول، بل نجده موجودا في بعض الأحياء الشعبية، لاسيما الذين ورثوا هذه المهنة عن آبائهم. تسميات بالعودة إلى أول مسحراتي في العالم الاسلامي، تؤكد الروايات أن بلال بن رباح، رضي الله عنه، كان أول من عمد إلى إيقاظ الناس وقت السحور، فكان يجوب الأحياء وينادي على الناس حتى يأكلوا ويشربوا إلى أن يحين موعد الإمساك. وقد تميز المسحراتي في تلك الفترة وحتى يومنا هذا باعتماده على الجمل التي تهلل لرمضان ولفكرة القيام والعبادة، ويتم إنشادها بطريقة تجعل الناس يستيقظون على سماعها، ولأن الإنشاد مع تطور المدن لم يعد كافيا، بدأ المسحراتي يستعين بالطبلة، ويدق عليها وينشد جمله المعهودة. ويطلق على المسحراتي في كل بلد بعض التسميات المنطلقة من الآلة التي يستخدمها في مهنته، كما في الإمارات تحديدا حيث يعرف المسحراتي بـ«أبوطبيلة».
اتنين صباحاً، صلاح جاهين
وكان فى إحدى الفترات فى مصر يقوم إمام المسجد بدور المسحراتي؛ وكان ينادى على الناس قارئا الآية الكريمة «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، ويقوم الناس بمكافأة المسحراتى على تعبه معهم فى رمضان صباح يوم العيد ويعطون له النقود أو الفطير والكعك وبسكويت العيد أو النقود. والمسحراتى المصرى هو الذى ابتكر الطبلة التى يدق عليها دقات منتظمة؛ للإيقاظ والتنبيه وكانت تسمى «بازة» ثم تطورت إلى طبلة كبيرة أثناء تجوله فى الأحياء وهو يقول أشعارا شعبية.
لكن رمضان لم يعد كما كان ، ولا أصبح المسحراتي كما كان ، هذا ما قالته زوكال أوزكارا وهي تطل من النافذة في الرابعة صباحا لتشاهد المسحراتي الذي لطالما انتظرته وهي طفلة في ليالي رمضان لكن كانت الأجواء مختلفة بالطيع ، ولأنها تريد استعادة الماضي أو ربما لأنها لا ترضى كثيرا عن الحاضر نادت المسحراتي قائلة " اضرب طبلتك بقوة ، ولا تعطي اهتماما لأولئك الذين لا يصومون في رمضان ولا يستيقظون في السحور. أما شريفة كارشين ، جارة زوكال اوزكارا ، فهي مثلها تعشق المسحراتي وطبلته ، على الرغم من أنها لا تستيقظ للسحور. ويرى الكثيرون أن المسحراتي هو أهم مظهر يذكر الناس بأن هناك رمضان ، ويقول ديلافار بيلجيلي إن المسحراتي لابد أن يبقى ، وأنه لا يتفق مع من يبدون انزعاجهم من الضجة التي تحدثها طبلة المسحراتي والتي تقطع نومهم في ساعات الليل لأن رمضان هو شهر واحد في العام ، والمسحراتي هو من يقولون للناس إننا الآن في شهر رمضان. أما المسحراتيه أنفسهم فيقولون إنه على الرغم من أن هناك الكثيرين ممن يبدون انزعاجهم من أصوات طبولنا قرب الفجر فإن الطبلة التي نحملها في رمضان هي جزء أصيل من تراث هذا البلد. ويتفق معهم في ذلك المواطنون الذين يشعرون بأنه باتوا ينتزعون من جذورهم الإسلامية تحت دعاوى التغريب ، ويقول قدير ينار ، وهو طالب جامعي ، إننا يجب أن نحمي هذا الموروث لأنه جزء من ثقافة رمضان في تركيا البلد المسلم.
تبادل التهاني والزيارات بمجرد حلول الشهر المبارك كان الناس يتبادلون التهاني والزيارات التي كانت فرصة للقاء الأقارب الذين لم يلتقوا منذ مدة، أما اليوم فقد حلّت الرسائل النصيّة القصيرة التي نرسلها عبر واتساب وغيره من وسائل التواصل الاجتماعي، مكان هذه العادة الرائعة التي يمكننا القول إنها اختفت. بحثا عن الخلود.. أغرب حيل الأثرياء للهروب من الموت جمع الحلوى من العادات الشهيرة في شهر رمضان طواف الأطفال في الشوارع حاملين أكياساً ويطرقون الأبواب من أجل جمع الحلوى، لكن هذه العادة اختفت اليوم بعدما بات الطفل يُمضي وقته من خلال اللعب على الآيباد أو الهاتف الذكي.
ليلة القدر في الهند في الهند يقيمون العشر أيام الأخيرة في الشهر الكريم بالاعتكاف والصلاة في المساجد، وليلة القدر لها قيمة كبرى لديهم ويعتبروها هي ليلة السابع والعشرون على الأغلب، ويكون الاستعداد لهذه الليلة كما لو أنها ليلة العيد حيث يرتدون الملابس الجديدة والجميلة، ويقيمون الصلوات والعبادات وقراءة القرآن ويوزعون الحلوى على المصلين في فرحة عارمة ، ومع صباح يوم السابع والعشرون يكون الموعد مع زيارة القبور وقراءة القرآن للموتى بشكل جماعي ومشهور في الهند. جمعة الوداع أخر صلاة جمعة في شهر رمضان يكون لها طقوس خاصة في الهند، حيث يقوم المسلمون في الهند بالتوافد بأعداد كبيرة للغاية إلى أكبر المساجد، خاصة في مدينة حيدر أباد وتحديدا في مسجد مكة ، ويقوموا بتنظيف الشوارع من حول المسجد لكي يصلوا فيها ، لأن المسجد لن يستطيع استيعاب هذا الكم الكبير من المصلين، وتتوقف حركة المرور حول المسجد في هذا التوقيت، ويشعرون من داخلهم أنهم يودعون شهر الصوم في زمرة وجماعة.
إيقاع في العصر العباسي كان المسحراتي ينشد شعرا شعبيا يسمى «القوما» طوال ليالي رمضان، وربما كان ذلك عائدا الى ازدهار فن الشعر في هذا العصر.
ويحصل المسحراتي على أُجرَتِه من سكان الحي الذي يعمل فيه، فينتظر مجيء منتصف رمضان ويوم عيد الفطر، حتى يمر بطبلته من أمام المنازل ليعطيه الناس الهدايا والمال والحلويات، كما يطرق الأبواب في أيام رمضان ليحصل على ما تيسر من مال وطعام. في المقابل، يرى البعض أنّ الطبلة باتت مصدر إزعاج للنائمين، وهي موروث قديم تجاوزه الزمن، لا سيما مع التقدم الكبير في وسائل التنبيه الحديثة. فيما يعتقد الشاب العشريني أحمد شنر الذي يعمل منذ أن كان عمره 10 سنوات مع والده في مهنة المسحراتي بمنطقة أوسكدار في إسطنبول، أن هذه المهنة جزء من الثقافة العثمانية التي يجب المحافظة عليها والافتخار بها. ويضيف أنّ «الشعور بأنّك تنتمي إلى ثقافة وتحافظ عليها شيء جميل جداً، ويعطينا سعادة كبيرة للغاية». ويتابع أنّه يعمل نهاراً في أعمال متنوعة في التجارة والنقل وغيرهما، وخلال الليل يخرج لإيقاظ الناس بطبلته.. «هذه الثقافة يجب ألا تندثر، حتى لو كانت مهنة المسحراتي شاقة بالنسبة لنا». وعن طريقة الحصول على أجره يقول: «في منتصف رمضان من كل عام، أذهب إلى بيوت الناس وأقرع طبلتي أمام أبوابهم، للحصول على إكراميتي مقابل عملي كمسحراتي، وفي نهاية رمضان ويوم العيد أعمل الشيء نفسه».
8 يونيو, 2016 من التراث السوري مسحر شاب يلبس اللبس التقليدي في الشام. المسحّر أو المسحراتي ، هو الرجل المميز في رمضان، وينحصر عمله في ذلك الشهر، فهو الذي يوقظ الناس للسحور. ولكل حي مسحر أو أكثر حسب مساحة الحي وكثرة سكانه. ويبدأ المسحر جولته قبل موعد الإمساك بساعتين، يحمل طبلته بحبل في رقبته فتتدلى إلى صدره، أو يحملها بيده، ويضرب عليها بعصا خاصة. وكان يرافقه شخص آخر يحمل الفانوس، لما كانت إنارة الشوارع محدودة. ثم اختفى الفانوس وبقي المسحر الذي يعرف اصحاب الدور، فيقف عند أبواب بعضهم ويصيح باسمه ليوقظه. ماذا يردد المسحر ويردد المسحر أثناء تجواله بين الأزقة عبارات مختلفة تتناسب مع شهر رمضان منها: يا نايم وحّد الدايم… يا نايم اذكر الله… يا نايم وحّد الله… قوموا على سحوركم.. كما يردد أحياناً المدائح النبوية. وكان الجميع يعتمدون عليه في نهوضهم للسحور. أما اليوم فلا يرغب بعضهم بالاستيقاظ للسحور، أو يفضلون الاستيقاظ في وقت معين معتمدين على ساعة المنبه، وقد ينبهون المسحر ليخفض صوته عند مروره بهم. جولات المسحر وكان للمسحر ثلاث جولات: الأولى: يومية تشمل كل الحي لإيقاظ الناس وقت السحر، الثانية: يومية تشمل بعض الأحياء بالتناوب لجمع الطعام والمساعدات، ويصطحب معه في هذه الجولة مساعداً ليحمل سلة وبعض الأطباق لوضع ما تجود به العائلات من أطعمة، ويضطر لوضعها مع بعضها في طبق واحد أحياناً.